فى أكبر غُرَفِ المُلكِ فى قصرِ المَدينَةِ شيئينِ فقط , سيفٌ مُعَلقٌ على أَحَدِ الحَوائِطِ وعَرشٌ يَقِفُ على ثلَاثةِ أَرجُلٍ ولا يُمكِن لأَحَد الجلوسَ عليهِ لعَدم وجود الرِجل الرابِعَة .
الشَرطُ الوَحِيدُ لِإِمتِلاكِ حُكمِ المَدينةِ هو جُلوس مَن يَتَقَدم للمُلكِ على ذَلكَ العَرشِ حامِلاً السيفَ المُعَلقَ على الحائِطِ بِيمِينهِ .
لا أحَد أمكَنَهُ مِن قَبل الجُلوسَ على عَرشِ المَدِينَةِ كى يَكونَ مَلكِاً لَها رُغمَ تَقَدُمِ جَمِيعَ أفرادِ الشعبِ صِغَارِهِم وكِبَارِهم وعُظَمائِهم والتَوافِهِ للجُلوسِ على العَرشِ .
ذاتَ يَوم تَقدَمَ رَجُلٌ طَاعِن فى السِنِ للجِلوسِ على العَرشِ , وما أَن دَخَلَ إِلى غُرفَةِ المُلكِ حتى أَخَذَ السَيفَ مِن على الحائِطِ وتَقَدَمَ مِن العَرشِ ثمَ قَطَعَ إِحدَى رِجلَيهِ ووَضَعَها مَكانَ الفَرَاغِ الرابعِ فى العَرشِ ـ الرِجلِ الرابِعَةِ للعَرشِ ـ وجَلَسَ عَلَيهِ وهوَ يَحمِلُ السَيفَ بِيَمِيِنِهِ ويَقطُرُ دَمَاٌ مِن مَوضِعِ رِجلِهِ المَقطوعَةِ أَمَامَ الناسِ .
بَعدَ أَن نَصبُوهُ مَلِكاً على المَدِينَةِ أَمَرَ بِإِلغاءِ قانونَ العرشِ واستَقالَ مِن مَنصِبِهِ.