Pages

Friday, April 25, 2014

خطابات مرسلة فى صواريخ سكود

ــ الصواريخ جاهزة يا سادة
قالها ضابط الإحتياط فى الجيش الإسرائيلى مخاطبا مجموعة من الأطفال الصغار الذين لم تتجاوز أعمارهم التسع سنوات فأمسك الأطفال بالأقلام الفسفورية شارعين فى الكتابة على رأس الصواريخ حين قاطعهم المصور مخاطبا أقرب الأطفال إليه :
ــ ما الذى تفعلونه تحديدا ؟!
أجاب الطفل ببساطة :
ــ نحن نكتب رسائل للأطفال الفلسطينيين على الصواريخ التى سيطلقها الجنود عليهم 
قال المصور متعجبا :
ــ ولماذا تفعلون ذلك
نظر إليه الطفل بغضب قائلا :
ــ لماذا تسأل الكثير من الأسئلة ؟
أنت هنا لكى تنفذ عملك الذى تأخذ عليه أجر ولا داعى أن أذكرك أن والدى هو مالك المحطة الفضائية التى تعمل أنت فيها
قال المصور غاضبا :
ــ هناك مئات المحطات التى من الممكن أن أعمل بها
قاطعه الطفل مشيرا بيده ألا يكمل وهو يقول :
ــ لا تكمل أنت تعلم جيدا أننا نملك محطات كثيرة وملاك باقى المحطات أصدقاء لنا وكل العالم يحبنا
قال المصور :
ــ وما أدراك أنت بهذه الأمور وأنت فى مثل هذا السن ؟!
أجابه الطفل :
ــ نحن نتعلم تحمل المسئولية منذ نعومة أظفارنا وليس مثلكم أنتم العرب 
قال المصور متعجبا :
ــ وتتركونى أصور هذه المشاهد دون أن تمنعونى لماذا ؟ ألا تخافون من غضبنا ؟!
ضحك الطفل بشدة وهو يقول للمصور :
ــ نحن من سمح لكم بالدخول لإسرائيل والتصوير من الأساس أيها الغبى وتصويرك هذا لا يشكل فارقا عندنا فالعالم كله يحبنا أو يخاف منا مثلكم وهذا ما هو الا فقاعة إختبار لنقف على ردة فعل الناس والإتجاه السلوكى والوجدانى العام 
قال المصور ونبرة صوته ترتفع :
ــ وما أدراك أن العالم يحبكم أو أننا نخافكم من الأساس ؟
قال الطفل :
ــ إهدأ فأنا لا أريد أذيتك الآن .. فبلادك شريك إستراتيجى معنا فى مشاريع عملاقة بل إن شراكتنا تصل لكل بلدان العالم قادتكم ووجوهكم منا ونحن منهم أوليس دينكم يقول ( ومن يتولهم منكم فإنه منهم )
نظر المصور للطفل فى دهشة وهو لا يجد ما يقول ثم فتح فمه وقال :
ــ سيأتى اليوم الذى نخلص فيه فلسطين والقدس من أيديكم 
ضحك الطفل مرة أخرى ثم قال :
ــ نحن نعلم جيدا أن من سيفتح القدس لا ينافق ولا يكذب وقد مر ستون عاما جاء فيها ثورات ورؤساء وملوك وحكام وشعوب وجميعهم كان ينافق ويكذب أنت نفسك تكذب وتنافق وتفعل كما نأمرك فلا خوف منك .. لكنى أقول لك إلى أن يأتى ذلك اليوم..أنتم منا ونحن منكم إلا قليلا منكم
ثم أضاف وهو ينظر لضابط الإحتياط متسائلا :
ــ هل سيصور أم نحضر مصورا آخر ؟
رفع الضابط سلاحه الآلى فى وضع التصويب قائلا :
ــ ماذا ؟
رفع المصور الكاميرا ورأسه للأسفل من الشعور بالذل والضعف وبدأ وطاقمه فى التصوير فى حين كان الطفل يمسك بالقلم الفسفورى متجها الى أحد الصواريخ فى ثقة وإبتسام وكتب عليه :
( خالتى بتسلم عليك )

الرصاص

الرصاص سلعة رخيصة حين نجد الصدور المناسبة لفوهات المسدسات...
لذلك سأجعل اصبعى السبابة مسدسا وصوتى رصاص وستصبحين أنت اليوم الضحية..لذا أرجوك لاترتدى الأصفر..فقد سمئت الدوائر التى تلتف حول رأسى قبل أن أسقط على الأرض مغشيا على ..وكمغشيا علي لن أدعى أننى قد رأيت الدوائر التى يصنعها ذوى البذات الفاقع لونها وتسر الناظرين ..
طاخ.. لأنى أحبك ..هكذا كشفاء وتشفى
وطاخ ...لأنى أكرهك أيضا كعظة للمقهورين.. مقطوعة الصدق حمراء كأرض مروية لتوها بدماء أبنائها وجلاديها تشربين وتشربين وتشربين حتى تجف العروق وتصفر الوجوه وتصبح أشباحا وتماثيل لاروح فيها ..وأنت لاترتوين أبدا..
طاخ.. ثمان رصاصات لا تكفى حتما .. لأتعلم دقة التصويب .. فأرجو ألا ترتدى لى فستانك الأصفرالقصير مرة أخرى..فقد ابيضت عيناى منذ زمن بعيد من الحزن ..لاتضعى مساحيق تجميل..كونى عارية كصدق خام
أنت أجمل بدون رتوش .. وقد قلت لك سابقا ( قبل أن أسقط مغشيا على) أن الدوائر التى يصنعها ذوى البزات الفاقع لونها وتسر الناظرين لا تأتينا بفطرتها الأولى ولابشخوص صانعيها .. فتارة يعمى عيوننا تموه زيها الرسمى .. وكاكية المفاجئة .. وتارة تستعير نجوم السماء لتضعها فوق أكتاف القائمين بالتنفيذ حتى لايدنس الاثم لون بذاتها ذات الماركات الايطالية البراقة 
جورج آرمانى 
لورينزو
.........
(ملاحظة : أنا أرتدى بذات لجورج آرمانى ولورينزو.. ولا أنتمى أوأتعامل مع تلك الدوائر ..للجميع حرية الاختيار .. أما القدر فليس فيه اجبار )
طاخ ..طاخ .. طلقتان لأنك ترتدين فستانا لفرساتشى طلقة لك وأخرى لفرساتشى
من ذلك الغبى الذى قال أن الرصاص سلعة رخيصة ؟!
طا..طا.. طا..طاخ أتردد قليلا .. هل نبتت لكى لحيه ؟ لأنه قليلا ..قليلا.. ماينبت لتلك الصدور لحى فى أماكن حساسه لدى الشعوب ..فترهب قلبا مريضا _كقلبى_ فيوارى الكلمات عن أعين المتلصصين أصحاب الاتهامات المعدة باتقان .. ووفقا للقانون .. 
ولأن شاعر قديم قال " أن القانون جريمة معدة باتقان"
فطاخ .. فى صدر القانون ..
وطاخ... فى صدر أصحاب الاتهامات المعدة باتقان 
اكراما للشاعر القديم 
ولأنى أكرمت شاعرا قديما .. أستحق رصاصة فى صدرى .. تك تك .. نفذت الرصاصات رغم أننى كنت أرتدى واقيا ضد الرصاص 
من ذلك الكلب الذى قال أن الرصاص سلعة رخيصة ؟
ها أنا قد حرمت شرف رصاصة وهمية وأنا أرتدى واقيا من الرصاص..لذا أنا الآن مضطر لانكار سردا يخفى مأساتى الشخصية واخفاء مأساتى الشخصية فى ثوب سردى كل من يقرأه متهم .. ومجنى عليه .. 
سواء أدرك المغزى أو لم يدركه ومطالب بالموت ..
أو المثول فورا أمام الدوائر التى يصنعها ذوى البزات الفاقع لونها والتى حتما.... لن تسر الناظرين