Pages

Sunday, January 31, 2016

آخر كلام العرافات


مفتتح
هزينى من شجرة حروفى المجهده
يساقط البلح الرطاب ..
قلبى البتول اللى اعتصم بحبال سراب
لحظة ما عدى السهم من قلبه لعينيه
أدرك بأن اليوم لا تثريب عليه

القصيده

ارمى الودع
واقريلى طالع بكره والمكتوب
جوه القلوب مكتوم كتير أسرار
جوا المحار فى لؤلؤه
زى الحجاب على شعر راس البنت
جوا الودع حكايات ...
جواك مدينه بباب دهب
براك حوارى بباب صفيح
جوا الحوارى حوارى ناصرين المسيح
وحوارى صلبوه فى السكك
والذنب كان على مين ....!!؟
الذنب مش ع العرافات ..
الذنب مش ذنب النبوءات القديمة والدجل
البنت بينى وبين ضفيرة شعرها
الفين حجاب ...
الفين عمل ...
مقدرتش أفهم إيه الكلام اللى اتنقش
جوا الحجاب
معنى الطلاسم والعقد ..
فاتعقدت منى الضفيره الديل حصان
علشان معلمونيش تضافير القصايد والشعور
لفيت بحور ملهاش عدد
واللى اتولد بينى وبينك مفترق
اللى اتولد بينى وبينك فلسفات
تاهت فى شرح الشارح الأعظم
علمى اللدنى ارتبك ...
افتح كتابك التقى
دراويش كتيره وأوليا
داسوا الفضيلة بنعلهم
ونبى مخدش الوحى من ربه
وشرب فى دم الخلق ورث قديم
ودين على رقاب العباد
يا سندباد ...
من فوق بساط الريح وقلبى
لسه بيلف البلاد ..
أوقات بحس بإن قلبى حصان سبق
مخسرش عمره فى يوم رهان
وكتير بحسه حصان عجوز
مشتاق لضمه وحتة السكر
عابر سبيل ...
من عهد سيدنا النبى
هاجمين عليه قطاع طرق
من عهد فاتح باب كبير
لدخول مساخيط العسس
وأنا م العجز ...
بوعد حبيبتى كل يوم
بقرنفل القلب اللى شاب
... أحباب ...
وتكعيبة عنب طرحت نبيذ
ومرات عزيز القصر بتراود فتى
.. لو تشتهينى ..
جسمك الملبوس بروح السيده
وسيدنا الحسين
يقدر يكسر لعنته
هى حاجات ..
بتخش فيك تستوطنك
قبل أما تسمح تسكنك
أو تبطنك
ببالات من الخوف والخرس
" يا أيها الولد التعس ..."
لو كنت داريت اندهاشك جوا منك
وابتديت تحيي فى قلبك همزة الوصل
الأخيرة بين جنونى واحتضارك
..... محتمل ....
ذنبى وذنبك يغتفر
غمينى فى اللعبه الأخيره
كفيف بصر ...
وسبيلى قلبى بلا حجاب
هزينى من شجرة حروفى المجهده
يساقط البلح الرطاب
راحه وسكنى تضمنا
الرب أهدر دمنا ...
الرب وزع ذنبنا ..
بينى وبينك بالتساوى
بس تصحيح الغلط
كان ذنب مين ....!!!؟؟




Thursday, January 28, 2016

جوزاء


ومنتاش واحد امبارح
قسمت معاه رغيف العيش
فى غدوايه وفضفضنا...
ولا أنت واحده معرفهاش
بتقعد جنبى فى الأتوبيس
وترمى فى ودنى شهوتها
كلام بايت عن الزحمة
وطابور العيش ..
شهور فى العتمه تجمعنا
وصرخه م الألم والنور
وعمر عجيب
لواد طاهر .. لواد عاهر
لواد شاعر .. لواد مجنون
بيمشى بقلب من غير نعل
وبطن الرجل ملسوعه
فى برد ديسمبر العطشان
لمطره ورعد ..
فى حر أغسطس الملفوف
بيات شتوى ...
يحير نشرة الأرصاد
تعبت أفسرك فيا
ايدين جوايا بتشدك
لحلقة ذكر وجوامع
وصوت مقرئ وترتيله
فى قلب صيوان ..
موالد أولياء الله بتنده ليك
فتتدروش ....
تلف بلاد .. تعيش صوفى
وتقرا قصايد الفارض
وتوعظنى ..
أصلى وأصوم لوجه الله
ولما شعر دقنى يطول
تروح تسكر ...
تقسم بالحشيش مقامات
وتسجنى فى كيف مسموم
من السلطة ...
ألف وراك ...
أردد لك شعاراتك ..
ألاقى فجأه كرباجك
سلخ جلدى ...
فتسترغ شرايينى كرات حمرا
وغضبانه ..
وتستحضر صور ثوار من الماضى
مهاتما غاندى أو ناصر
لناس م العالم التالت
بيحيوا فيا حبل وريد
بيوصلك ..
إيمان ريفى ......بيتكسر
رمال ناعمه..... بتسحبنى
نعام خايف مطاطى الراس
عطيل يجى ...
يغمى عنيه بمنديله ويتريق
وطعم الخدعه فى لسانه
نياق حمرا ....
.. أيا عنتر ..
حبيبتك مهرها غالى بلون دمك
ومشكلتك بإن الدم كان موروث
من العاشقه ...
يا عاشق روح ... 
 بيرسم حب محبوبته
ملايكه ف لوحه سريالى
بتتعلق فى معرض فن تشكيلى
عيون الناس تعدى عليها تستغرب
ومتعديش جسور الوصل
ليك ... ليا
فتتمرد
بنات أفكارى جوايا وتتلوى
جسد حوا بيتشكل قصاد عينى
بلون بمبى ...
بلون الجنس
تغريبة ولد بينز دم أبيض
فى كف الإيد ...
تعبت أفسرك فيا
... وتر مشدود ...
بيعزفلى نغم صادق
بيرمينى بسهم جبان
ومش باقى على العشره
وتغفيلك على كتفى
وملح وعيش أكيد شاهد
فى يوم ما حاولت ترويضك
سرقت غطايا ع الآخر
فخفت أبص فى مرايا
أشوف نفسى وأنا عريان


Monday, January 25, 2016

قصائد قصيرة


_ شهاده

 أشهد بإن أيديا خاليه م الدما
أشهد بإن ايديا بيضا مش
بياض المعجزات ....
ذلك لأنى مش كليم الله
ولا المسيح الحى ...
لكنى باعلن انعتاقى من
الخراب الجى ...
أشهـد بـإن زيادة كل شـئ نـقصــان
أشهد بإن الحق فى دار البوار بهتان
أشهد بإن المعركة بين الضلام والنور
الحق صار معتم برغم ضياه ...
والظلم بقى طاقة من البنور .

******

   مـطــر_


المطر مغسلش وش الأرض
فدبلت الرياحين ...
كل الشوارع مجرمه .. فاجره
خاينه لرسالات الرسل ..
متلطخه بالطين
قلعت لحـاها الأرض ...
لبست لحاها الأرض ...
هنصلى سنه وفرض
من غير صلاح الدين


*****

  ث/و/ر/هـ_

ومـاء آســــن
بيرض انعتاق الروح
من العتمه ...
تراتيله انتماء باهت
بتعلن انسلاخ الجذر
م التربه ...
ضريح عوره
وموج محموم بيتفتت على صخره
 وكلٌ يشحذ الهمه }
{   وكلٌ شمر السروال
 وأصل ضحالة البركة
فى جسم الرمز
لا أكثر ...!

*****


 بلياتشو _

 الناس بسذاجه وجهل
بتحب تشوف الشئ اللى بيرضى غرورهم
فمحدش يسأل ليه ..؟!
بتقرر تعمل بلياتشوا حزين ع الآخر
وفى نس الوقت ...
بتقرر تلعب دور الجمهور اللى بيضحك
لكن بدموع .....

*****

  وصيه _


وياولدى

إذا ما الشمس مالت ناحية الكفار

وطال الذل والعـتــمـه

وعشش يمنا الغربان

وسكن البوم نواحــينا

وكان الموت رفيق الـصالحـين ع الأرض

وإتوسد لدود الأرض أمر الناس

فهانت حرمة الموتى بنبش القبر

... فلاتدرى ...

أكان القهر بين الصفوه والأحرار

ولا الوهم بين شوفنا وضمايرنا

فأستوصيك ياولدى

بتقوى الله

..

..

..

..



وهجر الشعر

والمدن الرماديه

فتلك شرانق العميان

والموتى



*****


Sunday, January 17, 2016

جثث

تمنى أن يمشي في شارع مقطوع اليدين , لا يملك يد يمنى أو يسرى كى لا يأخذ دور شرطى المرور ويقوم بتنظيم العربات والبشر فتضطر الناس لسؤال بعضها البعض لمعرفة الطريق بديلاً عن الإعتماد على الشارع الذى سيضلل المارة ويدلهم على الإتجاه الخطأ , أو يفتعل أزمة مرور فتتوقف الشاحنة التى يعمل عليها يومياً مروراً بذات الشوارع .
تمنى أن يمشى فى شارع كسيح كى لا يترك مكانه ويرحل فى طلب شئ ما فتخطئ البشر فى قرآءة العناوين , كى لا يجرى وراء اللصوص أو وراءه أو وراء عربات الرش , كى لايتبع الجنائز أو عربات الموتى ويلقى باقة من الزهور على قبر من مات . 
تمنى أن يمشى فى شارع أعمى بدون عينين , ليس مغمض العينين ولكن مصاب بالعمى كى لا يفتح عينيه فجأة ويدقق فى التفاصيل ويرى عيوبه وعيوب الآخرين , لا يراه وهو يصافح أعمدة الإنارة , لا يرى البشر الممددين فى الطرقات وعلى الأرصفة , لا يرى الوجوه التى كفت عن الإبتسام ولكن يشعر بهفهفات أجنحة قلوب أصحابها.
شارع أعمى لا يعرف الكذب ولا يعرف كيف يدلك على المكان الذى تبغى الذهاب إليه , يتركك لتقرأ اللافتات , تقرأ العناوين , تتبع الإرشادات المكتوبة , لا يحاول أن يدل الناس على شىء لا يعلمه كأن يوقف العربات ويخبرهم بإنتظار الإشارة أو سلوك الطريق المخالف .
تمنى أن يمشى فى شارع أعمى , لا يعرف ماذا يرتدى تحديدا ولا يعرف ماذا يرتدى الناس , أعمى كى لا يرى الملابس الممزقة .
تمنى أن يمشي فى شارع أعمى كى يساعد البشر بعضهم بعضا ويكتشفوا بعد مدة معينة من الوقت أن الشارع أعمى لا يرى منذ وقت طويل .
تمنى أن يمشى فى شارع أصم لا يسمع صوت الضجيج ولا يسمع صوته وهو يردد الأغانى الحزينة حين يقود الشاحنة .
تمنى كثيراً .. لكنه أفاق على حقيقة أنه يعمل على شاحنة لرفع الجثث عن الطريق كيما تعبر العربات التى تحمل الأسلحة إلى شوارع الحرب الجديدة .      

Friday, January 15, 2016

أبطال الفواكه والروضة الخضراء


_ ماذا تفعلون يا أولاد ال.....
هكذا سمعت طمطوم يقولها ورأيته بأم عينى وانا أنظر اليه من خلال الكره السحرية ، يقولها بكل ثقة لمجلس المجالس  الثقافية الأعلى لدولة ذنوبيا وهو فى قمة الغضب ، ثم نهره بهلول أبو طبلة قائلا : 
_ احترم نفسك يا سيد طمطوم ولا تدنس نقاء مجلسنا الموقر ولاتجرنا الى التدنى لمستوك
رد طمطوم عليهم :
_ ان اكبر تدنيس لثقافة ذنوبيا ومثقفيها هو ترشيحكم ( لاسلام علوله ) لنيل جوائز الموحدين بعد ما فعله وقاله فى حق الدين والدولة  وان كانت لديكم ذرة واحدة من الحيادية أو الصدق فلماذا لم ترشحوا ( يوسف حبسجى ) أو ( سيد أبو المظاليم ) أو ( محمد تربة ) وغيرهم ، وغيرهم من الكثيرين الذين أفنوا حياتهم فى الدفاع عن دين الموحدين وعن ثقافة ذنوبيا وأمنها واستقرارها ونمائها .
أجاب بهلول أبو طبله :
_ ان اسلام علوله رمز لحرية الفكر وحرية العقيدة فى ذنوبيا وترشيحه جاء باجماع الأعضاء 
رد طمطوم :
_ لا يا أولاد ال.... ان علوله وامثاله كان وما يزال غطاء ثقافيا لأكبر حركات غسيل الأموال والتلاعب بالبورصة وتدمير الاقتصاد القومى والثقافة الذنوبية والعمل لحساب مراكز القوى وتدمير عقيدة المنطقة الزخياء ، 
هل تذكرون .؟!
أكبر حركة بيع لأسهم سرس السحلاب فى ذنوبيا والمنطقة الزخياء كانت  لدولة أجنبية تتبع الرجال ذوى الأصفر وذوى الأنوف المعقوفة ومنح جهاز الرقابة الذنوبى مليار سحتوت وهو ما يمثل واحد بالمئة من قيمة الصفقة ، وبالطبع كانت شبكة السحلاب الأخطبوطية تنسج خيوطها لتلميعه وتنظيفه أمام الرأى العام من خلال  قنواته التلفزيونية وجوائزه الثقافية ووسائله الاعلامية لبيان أن السحلاب رجل وطنى يحب ذنوبيا ويشجع اعمال البر والثقافة والفنون والحريات ويستضيف ويكرم ادباء وفنانى ذنوبيا ونخبها الثقافية الحقيقية والمصطنعة .
هل تذكرون ؟!
الرحاوى ومؤسساته التى كانت تعمل لدى الحرس القديم وتعمل الان لدى الحرس الجديد فى مجال المراجعات الفكرية والنفسية ، هناك أناس لهم الان ما يزيد عن العشرين عاما محتجزين داخل تلك المؤسسات ولم يخرجوا منها حتى الان وكان الستار لذلك هو تاريخ الرحاوى الأدبى المصطنع وتوغله فى المؤسسات الصحفية بصفته رمزا لثقافة ذنوبيا المستنيرة حتى أن مخيمر السديد بعر نفسه أودع تلك المؤسسات والكل يعرف ذلك .
هل تذكرون الدهل وأبو الطين وزعرورة أم تحبون أن أذكركم 
؟،!
قاطعته الكتعه أم الدواهى قائله :
_ بلدى ... يا بلدى يا أم الأحرار ، نحن نحب كل رموز النضال ونريد أن نكرمهم ولكن لا شأن لنا بالسياسة يا طمطوم ، وأرجوك لا تكلمنا فى السياسة .
رد طمطوم عليها قائلا :
_ المشهد الثقافى فى ذنوبيا لا يوجد به الا السياسة النجسه والسياسيين ، الرجال ذوى الأنوف المعقوفة ومؤسساتهم ومثقفيهم والرجال ذوى الأصفر ورجال المنطقة الزخياء والمخبرين السريين ورجال مراكز القوى والسياسيين الأحرار ورجال الحرس القديم ورجال الحرس الجديد ، فلا تقولى اننى اتكلم فى السياسة أنا أقول الحقيقة ويكفى اننى ومخيمر السديد بعر لا نشارك فى ذلك المجتمع الثقافى النجس .
هتف بهلول أبو طبلة :
_ مخيمر السديد ، كل البلاوى تأتى من تحت رأسه ، ذلك المحرض زعيم المدعين .
قال طمطوم :
_ ان مخيمر السديد بعر من أشرف رجالات الوطن الذين أخلصوا للقضية وضحوا بالغالى والثمين غير طامعين فى جاه أو منصب أو أموال يا أولاد ال.... ألم يقدم لكم أفضل مشروعات وخطط التنمية داخل ذنوبيا وداخل كوكب البسطرمة بالبيض والجبنة الرومى وكان مصيرها سلة المهملات يا أولاد ال......
أدرت الكرة السحرية لأرى ماذا يفعل باقى الأبطال فقد أصبح الأمر لدى طمطوم ورجال المجالس الثقافية المتخصصة مثل حوار الطرشان فوجدت موزة زحلقة تدخل فى معركة ضد رموز الثقافة الشعبية المنحطة وأنصار الأبطال الشعبيين ، لقد ضحت بقشرتها الخارجية لزحلقة كل الرموز المنحطة والأبطال الشعبيين كالسيكسفون والزغلولة والزرواط ولكن كل ذلك كان يبوء بالفشل ذلك أنهم كانوا يستخدمون استراتيجية الكتل المتحركة التى استوردوها من بلاد المرأة حاملة شعلة الحرية ، كانوا يتحركون فى فرق كالميليشيات التى كانت ترتدى رداء الفن فى بلاد شعلة الحرية ويختفى تحت ذلك الرداء عصابات مسلحة ومراكز قوى تسعى لبناء أرضية لها وصوت مسموع كالجحش الصغير وفرقته وثروت المفتاح وفرقته وسونيا شخلع وفرقتها .
الغريب فى الأمر هو تجاوب شعب ذنوبيا معهم بل ودعمهم وذلك نظرا لادائهم دور البطل الشعبى الذى هو من مستوى ثقافى واجتماعى أقل من عموم الشعب والذى يحاول أن يكون له صوت وأن يبنى له مجدا داخل ذنوبيا حتى لو كان ذلك المجد مزيف مبنى على التحايل على المجتمع ، فيلتف حوله كل المستويات الشعبية الأقل والأعلى منه قليلا لاثبات أنهم استطاعوا نصرة ذلك البطل الشعبى وتمكينه من فرض سيطرته وشريعته على المجتمع .
أما بالنسبة لصناع الثقافة الشعبيين من الصحفيين والاعلاميين وغيرهم فهم تروس فى الة عملاقة ، يأتى رئيس التحرير والمدير من الجهلة ويتلو على الجميع الكتابة والحديث عن موضوعات معينة تملى عليه وعلى تلكم الكتائب والجيوش الجرارة من التروس الكتابة عنها حتى يتسنى لهم قبض الرواتب والعيش بسعادة سواء بادراكهم او بدون ادراكهم انهم يشاركون بكل حرف فى صناعة النظام وتشكيل الوعى أو هدمه لدى المواطن الذنوبى بل والكوكب أيضا .
حين ادرت الكره السحرية كان الأمر لا يختلف كثيرا مع رولى وصالونات الحلاقة  الذنوبيه الثقافية ورموز الصالونات والحركة الثقافية بها فقد كانت ملكا لمراكز القوى والكيانات المستقلة ورموزها الذين ذكرتهم من قبل وكل مجموعة منهم تريد تلميع رموزها بغض النظر عن نشر الثقافة أو تبنى المواهب الحقيقية فقد كانت صالونات وهمية الهدف منها هو الايهام بوجود حركة تنمية ثقافية وابداع حقيقى داخل ذنوبيا وبناء مراكز أدبية واجتماعية لرموزها الا البضع القليل منها الذى كان يهتم فعلا بالأدب والثقافة .
أدرت الكرة السحرية الى جهة أخرى فرأيت المعلم فراولة قد أستطاع بعد بحث طويل وشاق ومضنى الوصول الى اخر خمسة أدباء أحرار فى ذنوبيا وكذلك اخر خمسة مثقفين يمكنهم فهم ما يقوله الأدباء الخمسة ، وكان السؤال الذى طرحه عليهم المعلم فراولة هو تحديد فى أى المراحل يمر أدباء ذنوبيا وشعبها ومثقفيها من عمر التاريخ 
قال أحدهم : 
_ دستور المعصية ، شعب ذنوبيا ومثقفيها يمرون حاليا بمرحلة دستور المعصية ، أى أن أبناء الشعب ومثقفيه يخطون بأنفسهم دستورهم الجديد المبنى على المعصية وعليهم فى تلك المرحلة أن يرسخوا أسس وقواعد الحياة مع المعصية فى عالمهم الجديد المبنى على الغش والنفاق والخداع والكذب بل وعليهم احترام تلك القواعد والأسس واعتبارها فى المقام الأول .
قال اخر : 
_ أما أنا فأرى أن شعب ذنوبيا ومثقفيها يمرون بمرحلة الطحلب اللزج الذى لا يفعل شئ سوى أنه طحلبا لزجا ، يعجب بنفسه وهو أقل الكائنات منفعة فى البحر .
قال ثالث :
_ أما أنا فأرى أننا فى مرحلة قنديل البحر الحبار الذى يفرز كميات مهولة من الحبر ، وللأسف يفرزه وسط ماء البحر وليس حتى على الورق .
قال رابع :
_الكائن المندس ، ان التطور الجينى والبيولوجى والاجتماعى يدل على أن الكائن  الذنوبى الان فى مرحلة الكائن المندس ، أغلب الشعب الذنوبى تنطبق عليه صفات الكائن المندس ( ثقة مفرطة فى النفس أمام الاخر ، ونطاعة مستمرة  مع رأس مرفوعة ونظرة استعلاء وانعدام الحميمية مع الاخر وخواء عميق مغلف بشئ من العلم )
قال الخامس :
_ أنا أرى أن الكائن الذنوبى الان فى مرحلة التراب ، أى أنه يبيع ويشترى التراب ويحيا بالتراب بل وقد يأكل فى يوم ما التراب .
قال لهم المعلم فراولة ؛
_ اذن ما العمل يا نخبة ذنوبيا الحقيقية الباقية ؟!
قال أحدهم :
_ الحل فى الكلمة ، الحق كلمة والعدل كلمة والخير كلمة ولكنها لا تفتح الأبواب الا لمن يعرف كيف يفتح بها .
قال اخر :
_ ان كلمات فتحت ممالك وأمما وشعوبا حين وجد من يعرف كيف يفتح بها .
قال ثالث :
_ والكلمة خلقت لمن أراد أن يسمعها ومن أراد أن يقولها على حد سواء 
قال رابع  :
_ كلمة الشيطان لا تفتح باب قلبك الا اذا أردت أن تفتح لها 
وقال اخر :
_  وكلمة الرب ، لا تفتح الا لمن اراد الرب له ان يفتح بها 
نظر اليهم المعلم فراولة وهو يقول :
_ فهل تساعدونا على نشر الكلمة بين أبناء ذنوبيا .؟
قال أحدهم :
_ نحن لا نعارض نشر الكلمة ، ولكن يجب أن تعلم ان لنا عمرا كاملا ونحن نحاول نشر الكلمة ولم يسمع لها الا هؤلاء الخمسة من المثقفين فى ذنوبيا بأسرها وهذا أمر صعب جدا ، عليك أن تعلم أن المجتمع الثقافى الفعلى فى ذنوبيا أصبح مجموعات من الأدباء يستمع بعضهم لبعض على استحياء وفى حالة انعزال تام بفكرهم ونتاجهم الثقافى عن الناس .
قال المعلم فراولة :
_ اذن سنخوض المعركة لاخر رجل أديب ومثقف شريف منكم .
حينها صرخ الجميع بصوت واحد :
_ يا لهوووووووووى .

Wednesday, January 13, 2016

لست من آل البيت


وفجأة استفقت من نومى على صوت ضراط مؤخرة كبيرة تجلس فوق ظهرى وأنا ممدد على الأرض , لم استطع فكاكا من تلك المؤخرة العملاقة التى استراح صاحبها ذو الصوت الجهورى وهو يردد بين الناس ( يا حبيبى يا رسول الله ... يا شفيعى يا رسول الله ) , والجماهير فى حالة انتشاء نادر الحدوث يهتفون من وراءه ـ الله أكبر ... الله أكبر  .
حاولت الإفلات من تلك المؤخرة عن طريق الزعيق تارة وزحزحة جسدى يمينا وشمالا بإستماتة حتى تمكنت من الهرب بأعجوبة , انتصبت بعدها واقفا وأنا أقول للشيخ الطاعن فى السن :
ـ أعميتنى برائحة ضراطك يا شيخ , إن للمجالس أصول , ألم تسمع صوتى وأنا أصيح فيك أن تفسح .
رد الرجل بلطف شديد :
ـ أعذرنى يا حبيبى لقد غلبنى شوقى لآل البيت 
قلت له متجهما :
ـ لكنى لست من آل البيت 
نظر إلى الشيخ شذرا كمن يريد قتلى ثم أشاح بوجهه ناحية الجماهير قائلا :
ـ فداكم أبى وأمى وروحى وأهلى يا آل البيت .. يا حبيبى يا رسول الله .. يا شفيعى يا رسول الله .
أسرعت فى المشى خارجا وأنا أتمتم :
ـ هذا الرجل إما منافق أو مجنون .
أخذت أمشى حتى رأيت قبالتى حشدا كبيرا من الناس ما أن اقتربت منهم حتى سألت أحد الناس عن سبب تجمعهم فقال لى  أنه مولد سيدى البهلول
قلت له : ومن سيدك البهلول
فقال لى أنه سيدى البهلول من آل بيت النبى , صاحب الكرامات والمعجزات الناس تجئ من آخر الدنيا أيام المولد تأخذ البركة 
سألته متعجبا : ولماذا يوجد صوان فى الساحة ؟!
قال لى : الناس تنتظر الراقصة 
ثم تركنى وذهب ليأخذ مكانا أفضل فى مقدمة الصفوف 
تقدمت وراءه حتى أرى ماذا يفعل الناس قرب المنصة حتى تسمرت مكانى وأنا أنظر إلى مجموعة من الرجال والنساء يلتف حولهم بعض الناس يرقصون على أنغام الموسيقى وكل رجل منهم يكاد أن يحتضن إمرأة بصورة فعلية ويرددون : ( مدد يا رسول الله ... مدد ) , من خلفهم يتردد صوت المنشد مدويا :
ـ أنعم بتطهير الفؤاد من الهوى 
كنت أحاول العودة للخلف مرة أخرى والخروج من المولد إلا أنه تردد صوت فى مكبرات الصوت قائلا :
ـ أوقفوه , إنه من آل البيت ,ذلك الرجل ذو الجلباب الأخضر , أوقفوه .
أخذت أدفع الناس وأجاهدهم بصعوبة محاولا الخروج من ذلك المكان فقد كان الصوت هو صوت الشيخ صاحب الضراط وأنا أتمتم :
ـ يا بن ال... والله لست من أل البيت 
خرجت من بين الحشود بأعجوبة أكبر من أعجوبة خروجى من تحت مؤخرة الرجل صاحب الضراط , وأخذت أجرى فى الطريق حتى وصلت إلى مجموعة من الصبية يقذفون بعض المبانى بالحجارة , وما أن وقفت قربهم حتى سألنى أحدهم وهو يرفع يده بالحجارة مهددا :
ـ أنت من أصحاب آل البيت ؟!
قلت وأنا فى قمة الغيظ :
ـ والله لست من آل البيت ولست من أصحاب آل البيت ولا أعرف أحدا من آل البيت ... ماذا تريدون منى ؟!
قال الصبى بعد أن أشار بيده الممسكة بالحجر تجاه المبانى :
ـ نحن لا نريد منك شئ , نحن نريد بعض اللحوم من مصانع آل البيت وأصحاب المصانع أولاد الكلاب لا يريدون أن يعطونا  , كيف يمكن أن يكونوا من آل البيت ؟! .. الكفار أكرم منهم .
نظرت إلى حيث يشير فوجدت مجموعة من المصانع مكتوب على لافتاتها ( لحوم آل البيت , فراخ آل البيت , لحمة الحسن والحسين , فراخ الحسين , لحمة آل النبى , ... وهكذا ) 
قلت للصبى شارحا :
ـ هذه المصانع ليست ملكا لآل البيت , بل وأن بعض ملاكها ليسوا أصلا من المسلمين , ولكنهم يستخدمون آل البيت كطريقة سهلة لجلب الذبائن .
قال الولد وهو يقذف المبانى هو وأصحابه بالحجارة :
ـ ولاد الكلاب الظلمة 
وبينما تتساقط الحجارة على المصانع ظهر رجل من فوق سطح أحد المبانى وهو يهتف فى الحراس :
ـ امسكوهم أولاد الكلاب السرقة , لا تفلتوا زعيمهم ذو الجلباب الأخضر ولد الكلب 
كان صوت يبتعد عنى ببطء وماتزال رائحة ضراطه عالقة بأنفى حتى الآن .