Pages

Thursday, April 30, 2015

صحيح البخارى

    حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ قَالَ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِىِّ قَالَ أَخْبَرَنِى عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ بْنَ حَرْبٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ هِرَقْلَ أَرْسَلَ إِلَيْهِ فِى رَكْبٍ مِنْ قُرَيْشٍ - وَكَانُوا تُجَّاراً بِالشَّأْمِ - فِى الْمُدَّةِ الَّتِى كَانَ رَسُولُ اللَّهِ  صلى الله عليه وسلم  مَادَّ فِيهَا أَبَا سُفْيَانَ وَكُفَّارَ قُرَيْشٍ ، فَأَتَوْهُ وَهُمْ بِإِيلِيَاءَ فَدَعَاهُمْ فِى مَجْلِسِهِ ، وَحَوْلَهُ عُظَمَاءُ الرُّومِ ثُمَّ دَعَاهُمْ وَدَعَا بِتَرْجُمَانِهِ فَقَالَ أَيُّكُمْ أَقْرَبُ نَسَباً بِهَذَا الرَّجُلِ الَّذِى يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِىٌّ فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ فَقُلْتُ أَنَا أَقْرَبُهُمْ نَسَباً . فَقَالَ أَدْنُوهُ مِنِّى ، وَقَرِّبُوا أَصْحَابَهُ ، فَاجْعَلُوهُمْ عِنْدَ ظَهْرِهِ . ثُمَّ قَالَ لِتَرْجُمَانِهِ قُلْ لَهُمْ إِنِّى سَائِلٌ هَذَا عَنْ هَذَا الرَّجُلِ ، فَإِنْ كَذَبَنِى فَكَذِّبُوهُ . فَوَاللَّهِ لَوْلاَ الْحَيَاءُ مِنْ أَنْ يَأْثِرُوا عَلَىَّ كَذِباً لَكَذَبْتُ عَنْهُ ، ثُمَّ كَانَ أَوَّلَ مَا سَأَلَنِى عَنْهُ أَنْ قَالَ كَيْفَ نَسَبُهُ فِيكُمْ قُلْتُ هُوَ فِينَا ذُو نَسَبٍ . قَالَ فَهَلْ قَالَ هَذَا الْقَوْلَ مِنْكُمْ أَحَدٌ قَطُّ قَبْلَهُ قُلْتُ لاَ . قَالَ فَهَلْ كَانَ مِنْ آبَائِهِ مِنْ مَلِكٍ قُلْتُ لاَ . قَالَ فَأَشْرَافُ النَّاسِ يَتَّبِعُونَهُ أَمْ ضُعَفَاؤُهُمْ فَقُلْتُ بَلْ ضُعَفَاؤُهُمْ . قَالَ أَيَزِيدُونَ أَمْ يَنْقُصُونَ قُلْتُ بَلْ يَزِيدُونَ . قَالَ فَهَلْ يَرْتَدُّ أَحَدٌ مِنْهُمْ سَخْطَةً لِدِينِهِ بَعْدَ أَنْ يَدْخُلَ فِيهِ قُلْتُ لاَ . قَالَ فَهَلْ كُنْتُمْ تَتَّهِمُونَهُ بِالْكَذِبِ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ مَا قَالَ قُلْتُ لاَ . قَالَ فَهَلْ يَغْدِرُ قُلْتُ لاَ ، وَنَحْنُ مِنْهُ فِى مُدَّةٍ لاَ نَدْرِى مَا هُوَ فَاعِلٌ فِيهَا . قَالَ وَلَمْ تُمْكِنِّى كَلِمَةٌ أُدْخِلُ فِيهَا شَيْئاً غَيْرُ هَذِهِ الْكَلِمَةِ . قَالَ فَهَلْ قَاتَلْتُمُوهُ قُلْتُ نَعَمْ . قَالَ فَكَيْفَ كَانَ قِتَالُكُمْ إِيَّاهُ قُلْتُ الْحَرْبُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ سِجَالٌ ، يَنَالُ مِنَّا وَنَنَالُ مِنْهُ . قَالَ مَاذَا يَأْمُرُكُمْ قُلْتُ يَقُولُ اعْبُدُوا اللَّهَ وَحْدَهُ ، وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً ، وَاتْرُكُوا مَا يَقُولُ آبَاؤُكُمْ ، وَيَأْمُرُنَا بِالصَّلاَةِ وَالصِّدْقِ وَالْعَفَافِ وَالصِّلَةِ . فَقَالَ لِلتَّرْجُمَانِ قُلْ لَهُ سَأَلْتُكَ عَنْ نَسَبِهِ ، فَذَكَرْتَ أَنَّهُ فِيكُمْ ذُو نَسَبٍ ، فَكَذَلِكَ الرُّسُلُ تُبْعَثُ فِى نَسَبِ قَوْمِهَا ، وَسَأَلْتُكَ هَلْ قَالَ أَحَدٌ مِنْكُمْ هَذَا الْقَوْلَ فَذَكَرْتَ أَنْ لاَ ، فَقُلْتُ لَوْ كَانَ أَحَدٌ قَالَ هَذَا الْقَوْلَ قَبْلَهُ لَقُلْتُ رَجُلٌ يَأْتَسِى بِقَوْلٍ قِيلَ قَبْلَهُ ، وَسَأَلْتُكَ هَلْ كَانَ مِنْ آبَائِهِ مِنْ مَلِكٍ فَذَكَرْتَ أَنْ لاَ ، قُلْتُ فَلَوْ كَانَ مِنْ آبَائِهِ مِنْ مَلِكٍ قُلْتُ رَجُلٌ يَطْلُبُ مُلْكَ أَبِيهِ ، وَسَأَلْتُكَ هَلْ كُنْتُمْ تَتَّهِمُونَهُ بِالْكَذِبِ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ مَا قَالَ فَذَكَرْتَ أَنْ لاَ ، فَقَدْ أَعْرِفُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لِيَذَرَ الْكَذِبَ عَلَى النَّاسِ وَيَكْذِبَ عَلَى اللَّهِ ، وَسَأَلْتُكَ أَشْرَافُ النَّاسِ اتَّبَعُوهُ أَمْ ضُعَفَاؤُهُمْ فَذَكَرْتَ أَنَّ ضُعَفَاءَهُمُ اتَّبَعُوهُ ، وَهُمْ أَتْبَاعُ الرُّسُلِ ، وَسَأَلْتُكَ أَيَزِيدُونَ أَمْ يَنْقُصُونَ فَذَكَرْتَ أَنَّهُمْ يَزِيدُونَ ، وَكَذَلِكَ أَمْرُ الإِيمَانِ حَتَّى يَتِمَّ ، وَسَأَلْتُكَ أَيَرْتَدُّ أَحَدٌ سَخْطَةً لِدِينِهِ بَعْدَ أَنْ يَدْخُلَ فِيهِ فَذَكَرْتَ أَنْ لاَ ، وَكَذَلِكَ الإِيمَانُ حِينَ تُخَالِطُ بَشَاشَتُهُ الْقُلُوبَ ، وَسَأَلْتُكَ هَلْ يَغْدِرُ فَذَكَرْتَ أَنْ لاَ ، وَكَذَلِكَ الرُّسُلُ لاَ تَغْدِرُ ، وَسَأَلْتُكَ بِمَا يَأْمُرُكُمْ ، فَذَكَرْتَ أَنَّهُ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَعْبُدُوا اللَّهَ ، وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً ، وَيَنْهَاكُمْ عَنْ عِبَادَةِ الأَوْثَانِ ، وَيَأْمُرُكُمْ بِالصَّلاَةِ وَالصِّدْقِ وَالْعَفَافِ . فَإِنْ كَانَ مَا تَقُولُ حَقًّا فَسَيَمْلِكُ مَوْضِعَ قَدَمَىَّ هَاتَيْنِ ، وَقَدْ كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّهُ خَارِجٌ ، لَمْ أَكُنْ أَظُنُّ أَنَّهُ مِنْكُمْ ، فَلَوْ أَنِّى أَعْلَمُ أَنِّى أَخْلُصُ إِلَيْهِ لَتَجَشَّمْتُ لِقَاءَهُ ، وَلَوْ كُنْتُ عِنْدَهُ لَغَسَلْتُ عَنْ قَدَمِهِ . ثُمَّ دَعَا بِكِتَابِ رَسُولِ اللَّهِ  صلى الله عليه وسلم الَّذِى بَعَثَ بِهِ دِحْيَةُ إِلَى عَظِيمِ بُصْرَى ، فَدَفَعَهُ إِلَى هِرَقْلَ فَقَرَأَهُ فَإِذَا فِيهِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ . مِنْ مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى هِرَقْلَ عَظِيمِ الرُّومِ . سَلاَمٌ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى ، أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّى أَدْعُوكَ بِدِعَايَةِ الإِسْلاَمِ ، أَسْلِمْ تَسْلَمْ ، يُؤْتِكَ اللَّهُ أَجْرَكَ مَرَّتَيْنِ ، فَإِنْ تَوَلَّيْتَ فَإِنَّ عَلَيْكَ إِثْمَ الأَرِيسِيِّينَ وَ ( يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَنْ لاَ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ) قَالَ أَبُو سُفْيَانَ فَلَمَّا قَالَ مَا قَالَ ، وَفَرَغَ مِنْ قِرَاءَةِ الْكِتَابِ كَثُرَ عِنْدَهُ الصَّخَبُ ، وَارْتَفَعَتِ الأَصْوَاتُ وَأُخْرِجْنَا ، فَقُلْتُ لأَصْحَابِى حِينَ أُخْرِجْنَا لَقَدْ أَمِرَ أَمْرُ ابْنِ أَبِى كَبْشَةَ ، إِنَّهُ يَخَافُهُ مَلِكُ بَنِى الأَصْفَرِ . فَمَا زِلْتُ مُوقِناً أَنَّهُ سَيَظْهَرُ حَتَّى أَدْخَلَ اللَّهُ عَلَىَّ الإِسْلاَمَ . وَكَانَ ابْنُ النَّاطورِ صَاحِبُ إِيلِيَاءَ وَهِرَقْلَ سُقُفًّا عَلَى نَصَارَى الشَّأْمِ ، يُحَدِّثُ أَنَّ هِرَقْلَ حِينَ قَدِمَ إِيلِيَاءَ أَصْبَحَ يَوْماً خَبِيثَ النَّفْسِ ، فَقَالَ بَعْضُ بَطَارِقَتِهِ قَدِ اسْتَنْكَرْنَا هَيْئَتَكَ . قَالَ ابْنُ النَّاطورِ وَكَانَ هِرَقْلُ حَزَّاءً يَنْظُرُ فِى النُّجُومِ ، فَقَالَ لَهُمْ حِينَ سَأَلُوهُ إِنِّى رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ حِينَ نَظَرْتُ فِى النُّجُومِ مَلِكَ الْخِتَانِ قَدْ ظَهَرَ ، فَمَنْ يَخْتَتِنُ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ قَالُوا لَيْسَ يَخْتَتِنُ إِلاَّ الْيَهُودُ فَلاَ يُهِمَّنَّكَ شَأْنُهُمْ وَاكْتُبْ إِلَى مَدَايِنِ مُلْكِكَ ، فَيَقْتُلُوا مَنْ فِيهِمْ مِنَ الْيَهُودِ . فَبَيْنَمَا هُمْ عَلَى أَمْرِهِمْ أُتِىَ هِرَقْلُ بِرَجُلٍ أَرْسَلَ بِهِ مَلِكُ غَسَّانَ ، يُخْبِرُ عَنْ خَبَرِ رَسُولِ اللَّهِ  صلى الله عليه وسلم فَلَمَّا اسْتَخْبَرَهُ هِرَقْلُ قَالَ اذْهَبُوا فَانْظُرُوا أَمُخْتَتِنٌ هُوَ أَمْ لاَ . فَنَظَرُوا إِلَيْهِ ، فَحَدَّثُوهُ أَنَّهُ مُخْتَتِنٌ ، وَسَأَلَهُ عَنِ الْعَرَبِ فَقَالَ هُمْ يَخْتَتِنُونَ . فَقَالَ هِرَقْلُ هَذَا مَلِكُ هَذِهِ الأُمَّةِ قَدْ ظَهَرَ . ثُمَّ كَتَبَ هِرَقْلُ إِلَى صَاحِبٍ لَهُ بِرُومِيَةَ ، وَكَانَ نَظِيرَهُ فِى الْعِلْمِ ، وَسَارَ هِرَقْلُ إِلَى حِمْصَ ، فَلَمْ يَرِمْ حِمْصَ حَتَّى أَتَاهُ كِتَابٌ مِنْ صَاحِبِهِ يُوَافِقُ رَأْىَ هِرَقْلَ عَلَى خُرُوجِ النَّبِىِّ  صلى الله عليه وسلم وَأَنَّهُ نَبِىٌّ ، فَأَذِنَ هِرَقْلُ لِعُظَمَاءِ الرُّومِ فِى دَسْكَرَةٍ لَهُ بِحِمْصَ ثُمَّ أَمَرَ بِأَبْوَابِهَا فَغُلِّقَتْ ، ثُمَّ اطَّلَعَ فَقَالَ يَا مَعْشَرَ الرُّومِ ، هَلْ لَكُمْ فِى الْفَلاَحِ وَالرُّشْدِ وَأَنْ يَثْبُتَ مُلْكُكُمْ فَتُبَايِعُوا هَذَا النَّبِىَّ ، فَحَاصُوا حَيْصَةَ حُمُرِ الْوَحْشِ إِلَى الأَبْوَابِ ، فَوَجَدُوهَا قَدْ غُلِّقَتْ ، فَلَمَّا رَأَى هِرَقْلُ نَفْرَتَهُمْ ، وَأَيِسَ مِنَ الإِيمَانِ قَالَ رُدُّوهُمْ عَلَىَّ . وَقَالَ إِنِّى قُلْتُ مَقَالَتِى آنِفاً أَخْتَبِرُ بِهَا شِدَّتَكُمْ عَلَى دِينِكُمْ ، فَقَدْ رَأَيْتُ . فَسَجَدُوا لَهُ وَرَضُوا عَنْهُ ، فَكَانَ ذَلِكَ آخِرَ شَأْنِ هِرَقْلَ . رَوَاهُ صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ وَيُونُسُ وَمَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِىِّ .
 أطرافه 51 ، 2681 ، 2804 ، 2941 ، 2978 ، 3174 ، 4553 ، 5980 ، 6260 ، 7196 ، 7541 -

Tuesday, April 28, 2015

القتلة لا يشربون القهوة

    
     قال العجوز لعشيرته وهو راقد على فراشه بصوت خفيض :
- القاتل من لن يشرب القهوة فى العزاء .
فى سرادق العزاء ، وحين وصل المعزون من البلاد البعيدة بطائراتهم الخاصة ، مر عليهم الرجال يحملون الأباريق ويقدمون لهم أقداح القهوة .
قرب المعزون الأقداح من أفواههم متظاهرين بشرب القهوة حتى تلتقط عدسات المصورين صورا لهم يتم عرضها فى الجرائد وبثها فى نشرات الأخبار .

Sunday, April 26, 2015

صحيح البخارى

 حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ قَالَ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَبِى عَائِشَةَ قَالَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِى قَوْلِهِ تَعَالَى ( لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ ) قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم  يُعَالِجُ مِنَ التَّنْزِيلِ شِدَّةً ، وَكَانَ مِمَّا يُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ - فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَأَنَا أُحَرِّكُهُمَا لَكُمْ كَمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ  صلى الله عليه وسلم  يُحَرِّكُهُمَا . وَقَالَ سَعِيدٌ أَنَا أُحَرِّكُهُمَا كَمَا رَأَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يُحَرِّكُهُمَا . فَحَرَّكَ شَفَتَيْهِ - فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى ( لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ ) قَالَ جَمْعُهُ لَهُ فِى صَدْرِكَ ، وَتَقْرَأَهُ ( فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ) قَالَ فَاسْتَمِعْ لَهُ وَأَنْصِتْ ( ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا أَنْ تَقْرَأَهُ . فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم  بَعْدَ ذَلِكَ إِذَا أَتَاهُ جِبْرِيلُ اسْتَمَعَ ، فَإِذَا انْطَلَقَ جِبْرِيلُ قَرَأَهُ النَّبِىُّ  صلى الله عليه وسلم  كَمَا قَرَأَهُ .
 أطرافه 4927 ، 4928 ، 4929 ، 5044 ، 7524

Friday, April 24, 2015

رجعٌ بعيد

(3)


 لساعة كاملة أظل جالساً أمام الأوراق والأقلام ولا أدرى كيف أبدأ الكتابة , لم أكن أعرف أن الكتابة أمر شديد الصعوبة إلى ذلك الحد , البدايات دائماً ما تشكل لىَ بعض الصعوبة فى كل شئون حياتى لكنى الآن لا أملك حرية التخلى عن الأمر , حاولت التفكير فى بداية ما فوجدتنى بعد طرح عدد من البدايات المحتملة أجد فيما اقترحه السيد عادل من تناول الأمر منذ تاريخ وصولى لمدينة الكبريت شيئاً من السهولة فتناولت الأوراق والقلم وشرعت فى الكتابة :
( فى يوم الخميس العاشر من أغسطس من عام الفين وخمسة وأربعين ميلاديه ـ 10/8/2045 ـ فى تمام العاشرة مساء .
بدأت أنا السيد / فضل الجعران فى كتابة ما مر بى وما شاهدته وسمعته خلال عملى فى مدينة الكبريت منذ ثلاثة عقود وتحديدا فى صيف عام ألفين وتسعة ميلادية ولا أتذكر تاريخ اليوم بالتحديد وكذلك لا علم لدى عن سبب استدعاء الجهات المختصة لى وطلبهم منى كتابة كل ما مر بى وشاهدته وكذلك ملاحظاتى خلال فترة تواجدى بمدينة الكبريت بعد مرور كل هذه الفترة الزمنية على عملى هناك , وقد وجدت فى الأمر صعوبة شديدة خاصة وأنا لا أعلم الموضوع الذى يهم القيادة حتى أتمكن من تناوله على النحو المطلوب , وقد شكلت ملاحظة السيد عادل ـ المسئول عنى الآن ـ فى كتابة  يوميات أو اسبوعيات على حد قوله طريقة جيدة سهلت لى صعوبة عناء الكتابة وتذكر الأحداث معاً وقد رأيت أنه من المناسب والأسهل كتابة أحداث كل إسبوع مجمعة وبعض ملاحظاتى عليها وعرضها عليكم لإستيضاح أى أمر قد يكون غير واضح أو فى حاجة للإستطراد فى الشرح منى فيما يلى ذكره .

الإسبوع الأول

صيف ألفين وتسعة ميلادية ,
كنت شاباً فى منتصف العقد الثالث من العمر , طبيب حديث التخرج ساقنى القدر وجاء قرار تعيينى كطبيب فى مدينة الكبريت , وهى مدينة بعيدة نسبياً عن محل إقامتى , لم أكن أملك رفاهية رفض الإنتقال أو تغيير مكان التعيين كالعديد من أقرانى فى دفعة التخرج فإمتثلت للأمر على مضض كعادة كل البدايات فى حياتى التى دائماً ما تأتى وبصحبتها صعوبات ومعوقات يتحتم علىَ التعايش معها أو تخطيها , وبالطبع هذه الصعوبات لا تعد حكراً أو علامة تجارية وماركة مسجلة بإسمى فكل شباب هذه الفترة من عمر الوطن يصادفون مثلها فى حياتهم فلم يكن أيضاً من الرفاهية إعتبار نفسى حالة خارجة عن المألوف , كل ما فى الأمر أن البداية كانت تخالف الآمال والتوقعات التى أعددتها فى السابق .
أعددت حقائبى وحالى وودعت الجميع وداعاً مؤقتاً واستقللت القطار إلى محل العمل , وبالفعل وصلت بسهولة ويسر إلى مدينة الكبريت وكنت على رصيف المحطة كغيرى من المسافرين , سألت عن كيفية الذهاب إلى المشفى الذى جاء قرار تعيينى به أحد عمال مقهى المحطة فأرشدنى لكيفية الذهاب بسهولة ويسر فى مقابل بعض النقود البسيطة ونصحنى بعدم استقلال سيارات النقل العام وقال أنه من الأفضل والأسرع والأسلم استقلال أحدى السيارات الخاصة التى تنتظر خارج المحطة خاصة بعد أن علم أننى غريب عن المدينة مضيفاً عبارة عرفت عمق مغزاها فيما بعد وهى :
" أن الغرباء لا يمكنهم أن يعيشوا حياة أهل المدينة مهما طالت مدة بقائهم بها "
ظننت لأول وهلة أن الغرباء غير مرحب بهم فى هذه المدينة إلا أننى تجاهلت الأمر ومضيت إلى حيث دلنى عامل المقهى وأخذت بنصيحته وقمت بإستقلال إحدى السيارات الخاصة التى تقف أمام المحطة , لم أحاول الدخول مع السائق فى أى حوار جانبى رغم شغفى الكبير بمعرفة أى معلومات عن المكان الذى سأعمل به وأقيم وذلك خشية أن يتطاول علىَ فى الحديث أو يظن أننى مطمعاً فيقوم بإستغلالى بأى صورة من الصور فإكتفيت بإخباره بوجهتى وحين حاول فتح أحاديث جانبية أخبرته بأنى أعانى من صداع مزمن تسببت به حركة القطار فآثر السائق الصمت مردداً عبارات من قبيل "ألف سلامه" أو غيرها .
ملاحظة / حاولت حال استقلالى للسيارة رسم انطباع أول عن تلك المدينة وقد ظل ذلك الإنطباع فى ذهنى لفترة طويلة بعد ذلك وهذا سبب ذكرى له فحاولت تطبيق بعض نظريات علم النفس ظاهرياً على الناس فى الشوارع فوجدتهم كأغلب الناس فى تلك الفترة يرتدون الملابس ذات الألوان المبهرجة الفاقعة والتى وإن كانت تعكس شعوراً واضحاً بالفرحة والسرور وانحسار حالة الإبتكار والنجاح والملكية فى نطاق الجسد الشخصى الذى كان يحاول الشباب فى تلك الفترة إظهاره والتجديد فى كمالياته وفيه نفسه  لكسر حالة الإنهزام الحاد الذى كان يستشرى فى الجيل  بأكمله فإنها أيضاً تعطى مشهداً عاماً طارداً لحالة التردى الواضح ـ فى الذوق العام والتشتت والعجز  ـ عن المدى الإدراكى لرؤية العين .
أقصد أن أقول أن الناس فى شوارع مدينة الكبريت كانوا لأول وهلة فى نظرى كعارضى الأزياء (المانيكان) يعرضون الجسد والملابس فى عرض مفتوح بشوارع المدينة , وتلك كانت حالة عامة فى أغلب المدن .
أوصلنى السائق إلى المستشفى بسلام وأعطيته الأجر الذى إتفقنا عليه سابقاً , كان وقت وصولى فى حوالى الساعة التاسعة مساءاً , أذكر ذلك جيداً لأنى انتظرت فى الإستقبال بمتعلقاتى الشخصية عند الطبيب صاحب الدور فى الوردية المسائية فى ذلك اليوم وكان مشغولاً ببعض الحالات الواردة فى ذلك الوقت هو وممرضات الفترة المسائية فلم يتمكن من الترحيب بى على النحو اللازم إلا أنه أرسل معى أحد حراس المستشفى ليدلنى على استراحة الأطباء مؤكداً أنه سيكون لنا معاً أحاديث طويلة فيما بعد , حال توفر متسع من الوقت خاصة وأننى دفعة جديدة (طازة وفريش) على حد تعبيره .
ملاحظة / الدكتور لؤى وهو الطبيب الذى كان فى الإستقبال كان له فضل كبير علىَ حال وجودى فى تلك المدينة وقد وجه لى النصائح الثمينة والمساعدات القيمة وكانت له أياد بيضاء تمكنت بسببها من الصمود فى ذلك المكان كما سيأتى ذكره فيما بعد . 
وصافحته مودعاً وانطلقت مع الحارس إلى استراحة الأطباء وحمدت الله كثيراً لأنها كانت مبنى ملحق بالمستشفى من الخلف فلن أضطر لحمل الحقائب لمسافة طويلة .

ملحوظة / تقترب الساعة الآن من الثالثة صباحاً ولم تعد لدى أى قدرة على الكتابة مع الإحتياج الشديد للنوم مما يجعلنى أترك الأوراق والقلم على أن أكمل الكتابة غداً بإذن الله .

Wednesday, April 22, 2015

صحيح البخارى

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ عُقَيْلٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّهَا قَالَتْ أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْوَحْىِ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ فِى النَّوْمِ ، فَكَانَ لاَ يَرَى رُؤْيَا إِلاَّ جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ ، ثُمَّ حُبِّبَ إِلَيْهِ الْخَلاَءُ ، وَكَانَ يَخْلُو بِغَارِ حِرَاءٍ فَيَتَحَنَّثُ فِيهِ - وَهُوَ التَّعَبُّدُ - اللَّيَالِىَ ذَوَاتِ الْعَدَدِ قَبْلَ أَنْ يَنْزِعَ إِلَى أَهْلِهِ ، وَيَتَزَوَّدُ لِذَلِكَ ، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى خَدِيجَةَ ، فَيَتَزَوَّدُ لِمِثْلِهَا ، حَتَّى جَاءَهُ الْحَقُّ وَهُوَ فِى غَارِ حِرَاءٍ ، فَجَاءَهُ الْمَلَكُ فَقَالَ اقْرَأْ . قَالَ « مَا أَنَا بِقَارِئٍ » . قَالَ « فَأَخَذَنِى فَغَطَّنِى حَتَّى بَلَغَ مِنِّى الْجَهْدَ ، ثُمَّ أَرْسَلَنِى فَقَالَ اقْرَأْ . قُلْتُ مَا أَنَا بِقَارِئٍ . فَأَخَذَنِى فَغَطَّنِى الثَّانِيَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّى الْجَهْدَ ، ثُمَّ أَرْسَلَنِى فَقَالَ اقْرَأْ . فَقُلْتُ مَا أَنَا بِقَارِئٍ . فَأَخَذَنِى فَغَطَّنِى الثَّالِثَةَ ، ثُمَّ أَرْسَلَنِى فَقَالَ ( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِى خَلَقَ * خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ ) » . فَرَجَعَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم  يَرْجُفُ فُؤَادُهُ ، فَدَخَلَ عَلَى خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ رضى الله عنها فَقَالَ « زَمِّلُونِى زَمِّلُونِى » . فَزَمَّلُوهُ حَتَّى ذَهَبَ عَنْهُ الرَّوْعُ ، فَقَالَ لِخَدِيجَةَ وَأَخْبَرَهَا الْخَبَرَ « لَقَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِى » . فَقَالَتْ خَدِيجَةُ كَلاَّ وَاللَّهِ مَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَداً ، إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ ، وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ ، وَتَقْرِى الضَّيْفَ ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ . فَانْطَلَقَتْ بِهِ خَدِيجَةُ حَتَّى أَتَتْ بِهِ وَرَقَةَ بْنَ نَوْفَلِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى ابْنَ عَمِّ خَدِيجَةَ - وَكَانَ امْرَأً تَنَصَّرَ فِى الْجَاهِلِيَّةِ ، وَكَانَ يَكْتُبُ الْكِتَابَ الْعِبْرَانِىَّ ، فَيَكْتُبُ مِنَ الإِنْجِيلِ بِالْعِبْرَانِيَّةِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكْتُبَ ، وَكَانَ شَيْخاً كَبِيراً قَدْ عَمِىَ - فَقَالَتْ لَهُ خَدِيجَةُ يَا ابْنَ عَمِّ اسْمَعْ مِنَ ابْنِ أَخِيكَ . فَقَالَ لَهُ وَرَقَةُ يَا ابْنَ أَخِى مَاذَا تَرَى فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ  صلى الله عليه وسلم خَبَرَ مَا رَأَى . فَقَالَ لَهُ وَرَقَةُ هَذَا النَّامُوسُ الَّذِى نَزَّلَ اللَّهُ عَلَى مُوسَى  يَا لَيْتَنِى فِيهَا جَذَعاً ، لَيْتَنِى أَكُونُ حَيًّا إِذْ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ  صلى الله عليه وسلم « أَوَمُخْرِجِىَّ هُمْ » . قَالَ نَعَمْ ، لَمْ يَأْتِ رَجُلٌ قَطُّ بِمِثْلِ مَا جِئْتَ بِهِ إِلاَّ عُودِىَ ، وَإِنْ يُدْرِكْنِى يَوْمُكَ أَنْصُرْكَ نَصْراً مُؤَزَّراً . ثُمَّ لَمْ يَنْشَبْ وَرَقَةُ أَنْ تُوُفِّىَ وَفَتَرَ الْوَحْىُ .
 أطرافه 3392 ، 4953 ، 4955 ، 4956 ، 4957 ، 6982 

Monday, April 20, 2015

رجعٌ بعيد

(2)


صحوت من نومى متثاقلاً كمن يشعر بوجود خدر فى جميع أجزاء جسده , تلفت حولى يميناً ويساراً كمن يبحث عن شئ ما مفقود , بعد فترة قصيرة نظرت إلى معصمى حيث ساعة اليد فوجدت عقاربها تشير إلى العاشرة صباحاً , فنهضت من على السرير , مددت يدى إلى الهاتف بجوار السرير وضغطت على الرقم صفر بعد ثوان قليلة جائنى صوت يقول :
ـ صباح الخير سيد فضل
رددت عليه :
ـ صباح الخير , هل من الممكن أن اتكلم مع شخص من الإدارة إذا سمحت ؟!
رد على قائلاً :
ـ فور وصول أحد المسئولين عنك سوف نعلمه بطلبك , شكراً لك سيد فضل .
أغلق السماعة كما فعل ليلية البارحة وتركنى فى حيرة وخوف أشد مما كنت عليه بالأمس , تمالكت نفسى وقمت من على السرير وتوجهت إلى دورة المياه وغسلت وجهى وتوضأت ثم عدت إلى الغرفة فوجدت طاولة صغيرة وضع فيها بعض الأطباق وبراد من الشاى الذى أضحى بارداً , ويبدو أن المسئول عن الطعام قد جاء فى التاسعة ووجدنى نائماً فترك الطعام وانصرف دون أن يحاول إيقاظى .
صليت ركعتين ومددت يدى إلى الطعام فقد كنت أتضور من الجوع , ازدردت اللقيمات على عجل كمن يحشو جوفه دون تمييز أى مذاق لأى شئ ثم غسلت يدى , وجلست أنظر إلى الجدران , فكرت فى أمور عديده أهمها مكان وجودى ومعرفة أسرتى وزملائى بالعمل به , كان يجب على أن أخطرهم بمكان وجودى قبل أن أجئ إلى هذا المكان حتى لا ينزعج الجميع ويضطروا للبحث عنى , ماذا لو طالت فترة بقائى هنا ؟
هل سيجيبنى أحد ما أم سأظل هكذا إلى أن أرضخ وأنفذ المطلوب منى ؟!  , كيف سأتمكن من الكتابة عن حياتى فى مدينة الكبريت وأنا لا أستطيع سوى كتابة ورقة علاج لمرضاى ؟!  , حتى تقارير العلاج وملفات المرضى كانت عادة ما تسبب لى صداع مزمن وضيق حال كتابتها , هل سأكتب كل ما رأيته وسمعته خلال عملى فى مدينة الكبريت أم سألتزم الصمت فى أمور وأكتب عن أخرى ؟! , وما الذى يريدون معرفته تحديداً ؟! , وهل سأتذكر أشياء وأمور مضى عليها ثلاثة عقود ؟!
آه .. لو أننى أعرف ما الذى يريدون معرفته تحديداً لكنت استرحت وأرحتهم وانتهينا , أخرجنى صوت رنين الهاتف من أفكارى فهببت مسرعا إلى حيث يقبع وأنا أنظر إلى ساعة يدى كانت تشير عقاربها إلى الثانية عشرة ظهراً , رفعت السماعة وقلت :
ـ سلام عليكم .
رد قائلا :
ـ سيد فضل برجاء تجهيز نفسك سوف يمر عليك أحد الحراس خلال عشر دقائق لإيصالك للسيد عادل الذى سيساعدك فى الإجابة على تساؤلاتك .
حاولت شكره ولكنه وكالعاده أغلق السماعة قبل حتى أن تخرج كلمة الشكر من فمى , كنت مستعداً منذ أن صحوت من النوم ومرتدياً كامل ملابسى لأنى لم أغيرها منذ ظهر أمس , عدلت هندامى وشعرى أمام المرآة وأخذت فى اللف والدوران فى الغرفة وقطعها ذهاباً وإياباً وأنا أحضر فى ذهنى كل النقاط التى أريد السؤال عنها والطريقة المثلى للتعامل مع السيد عادل كى لا أتلعثم أو أنسى أو أخطئ فى طرح ما أريد أمامه وكى أتمكن من إقناعه أو على الأقل الحصول على بعض المكاسب البسيطة كالهاتف الجوال والتلفاز أو التخلى عن الكتابة والإكتفاء بتسجيل أقوالى صوتياً أو بالصوت والصورة أو حتى التمكن من التنقل داخل المبنى أو التنزه فى الحديقة الخلفية خلال مدة إقامتى فى هذا المكان . 
بعد مرور عشرة دقائق بالضبط سمعت طرقاً على الباب تكرر ثلاث مرات أعقبه صوت مفتاح يعالج به قفل الباب ثم صوت أحد الحراس يقف أمام الباب بعد أن فتحه قائلاً :
ـ تفضل سيد فضل
مشيت مع الحارس عبر الممر نزولا بالمصعد إلى الدور الأول العلوى ـ والذى كان عند مدخله باب حديدى مغلق يمنع الخروج من المبنى إلا عن طريق الحراس خارج المبنى بعد أن يقوم المتواجدين بداخل المبنى بوضع بطاقة التعريف بالهوية وبصمة اليد اليمنى فيقوم الحراس بفتح الأبواب من الخارج ـ إلى أن وصلنا لأحد الغرف الموضوع على بابها لافتة صغيرة مكتوب عليها ( و/ج ) كان يجلس أمامها أحد الحراس والذى ما أن وصلنا عنده حتى قام من على كرسيه وطرق الباب ثلاث طرقات ثم فتحه قائلاً :
ـ تفضل سيد فضل .
دخلت إلى الغرفة وقد طار كل ما فى عقلى من أفكار وخطط كنت قد أعددتها من قبل حتى أننى لم أنتبه إلى أننى لم أنطق بحرف حال دخولى ولا حتى بالسلام .
خاطبنى السيد عادل مشيراً إلى المقعد أمام مكتبه وهو يقول :
ـ تفضل سيد فضل , بلغنا أنك تريد الحديث عن أمور معينة تشغلك وأنا هنا لمناقشتك فى تلك الأمور , أنا عادل , إسمى عادل , وأنا من سيتعامل معك فى الفترة المقبلة , وأرجو أن تكون علاقتنا مثمرة بالتعاون المشترك .
جلست على المقعد وأنا فاقد القدرة على الكلام أنظر إلى الغرفة فى بلاهة وقد وجدتها غرفة عادية كأى غرفة بمصلحة حكومية ليس بها أى شئ يلفت الإنتباه وقد وجدنى السيد عادل مستغرق فى الصمت والشرود فكرر كلامه لى منبها :
ـ ما هى تلك الأمور التى تريد الحديث عنها سيد فضل ؟!
استفقت على سؤاله ولكن كل شئ كان قد طار من عقلى إلا التعليمات بالكتابة عن فترة وجودى فى مدينة الكبريت فقلت فى شئ من الإستسلام وبصوت منخفض :
ـ أنا لا أعرف كيف أكتب .
أجابنى بإبتسامة عريضة وهو يقول :
ـ نحن لا نريد منك أن تكون أديباً أو كاتباً , نحن فقط نريد أن تكتب , سواء التزمت بقواعد اللغة أم لم تلتزم , كتبت فوق سطراً وتركت سطراً , تركت ورقة وكتبت فى ورقة , المهم أن تكتب .
سألته وقد بدأت فى تجميع أفكارى :
ـ وما هو الأمر الذى تريدون معرفته تحديداً كى أكتب عنه بالتفصيل .؟!
أجابنى وعلى وجهه نفس الإبتسامة :
ـ ما تراه أنت مهماً هو ما نريد معرفته , والأفضل أن تكتب عن كل شئ منذ عملك فى مدينة الكبريت فى صورة يوميات أو الأحداث التى مرت بك كل اسبوع مثلاً , ونفضل أن تذكر انطباعاتك الشخصية ورأيك ورؤيتك ووجهة نظرك للأمور وفى كل شئ خلال وبعد فترة عملك فى تلك المنطقة .
بادرته بالسؤال قائلاً :
ـ ولماذا لا يتم تسجيل أقوالى بالصوت بديلاً عن الكتابة وسيكون فى ذلك راحة للجميع ؟!
رد وما تزال على وجهه الإبتسامة :
ـ نحن نريدك أن تأخذ وقتاً كافياً وتفكر فى تلك الفترة بهدوء ودون توتر وسوف نستلم منك كل يوم أو يومين أو ثلاثة ملاحظاتك التى تكتبها ونتناقش فيها معاً فى حالة عدم وضوح رؤيتنا لما كتبته أو حاجتنا لتفصيلات إضافيه وكل ما نريده منك هو عدم التوتر فأنت ضيف عزيز علينا .
سألته :
ـ وماذا عن أسرتى وأهلى وعملى وزملائى ؟! , أنا أريد الإتصال بهم لطمئنتهم أننى بخير .
أجابنى بصوت هادئ يحمل شيئاً من الحزم :
 ـ بالنسبة للعمل فقد تم إخطار الجهة المعنية بأنه تم انتدابك للعمل فى أحد المناطق النائية مؤقتاً للحاجة الشديدة لكفاءتك النادرة , أما أهلك فسنسمح لك بالإتصال بهم وإخبارهم بذلك الأمر بنفسك .
قلت وقد بدا لى الشعور ببعض الإرتياح :
ـ بالنسبة للتلفاز الذى طلبته ووقت الطعام وباب الغرفة المغلق من الخارج والتنزه فى الحديقة خلف المبنى فبصراحة أنا أحتاج إلى شئ من الحرية حتى يزول عنى التوتر .
رد على وهو يبتسم :
ـ كل شئ سيكون على ما يرام يا سيد فضل سنحضر لك التلفاز وسنترك باب الغرفة مفتوحاً وسنسمح لك بالنزول للمطعم فى أى وقت تشاء وتتنزه فى الحديقة أيضاً ولكن لنا عندك رجاء , نرجوك ألا تتأثر ببعض ضيوفنا هنا لأن لكل نزيل عندنا حالة خاصة به تختلف عن غيره , فلا تدع لأحد المجال فى التأثير على مهمتك أو إيهامك بأى أمور , أنت هنا لتؤدى لنا خدمة ومهمة محددة وتعود لحياتك الطبيعية فلا تدع لأحد الفرصة لتعطيلك عن تلك المهمة  , هل هناك شئ آخر تريد الإستفسار عنه يا سيد فضل ؟.
أجبته وقد بدت على محياى علامات الإطمئنان :
ـ لا , شكراً جزيلاً يا سيد عادل , هذا كل ما أريده فى الوقت الحالى .
ضغط بيده على أحد الأزرار الملتصقة بالمكتب فرن الجرس خارج الغرفة ( و/ج ) وفتح الباب من الخارج الحارس الذى يجلس أمام الغرفة فقال السيد عادل مخاطباً إياى :
ـ تستطيع أن تذهب الآن يا سيد فضل ولنا لقاء آخر فى القريب .
ثم خاطب الحارس قائلاً :
ـ رافق السيد فضل إلى غرفته .
مشيت مع الحارس وقد زال توترى تماماً صاعداً مرة أخرى إلى غرفتى وقد قررت كتابة ما طُلب منى وإنهائه فى أقصر وقت ممكن .


Saturday, April 18, 2015

صحيح البخارى

 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ - رضى الله عنها - أَنَّ الْحَارِثَ بْنَ هِشَامٍ - رضى الله عنه - سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ r فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ يَأْتِيكَ الْوَحْىُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم  « أَحْيَاناً يَأْتِينِى مِثْلَ صَلْصَلَةِ الْجَرَسِ - وَهُوَ أَشَدُّهُ عَلَىَّ - فَيُفْصَمُ عَنِّى وَقَدْ وَعَيْتُ عَنْهُ مَا قَالَ ، وَأَحْيَاناً يَتَمَثَّلُ لِىَ الْمَلَكُ رَجُلاً فَيُكَلِّمُنِى فَأَعِى مَا يَقُولُ » . قَالَتْ عَائِشَةُ رضى الله عنها وَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَنْزِلُ عَلَيْهِ الْوَحْىُ فِى الْيَوْمِ الشَّدِيدِ الْبَرْدِ ، فَيَفْصِمُ عَنْهُ وَإِنَّ جَبِينَهُ لَيَتَفَصَّدُ عَرَقاً . طرفه 3215 

Thursday, April 16, 2015

رجعٌ بعيد

(1)

" لم أجد هنالك سوى صمت الرضاء بالخراب "
لا أدرى تحديداً ما الذى يريدون معرفته بعد مرور ثلاثة عقود من عملى فى ذلك المكان , ترى هل استيقظ ضمير العالم بعد كل هذا الوقت فتقرر التحقيق فى الأمر , هل أرادوا معرفة مدى المعلومات التى تحصلت عليها خلال عملى كطبيب فى تلك الفترة , هل نبش أحدهم فى الملفات القديمة فأراد استبيان الأمر .
عموماً لم يعد الأمر بذات الأهمية التى كان عليها وقتها , خاصة بعد دمار مدينة " الكبريت " بالكامل فما الذى يدعو للخوف , لمَ تعترينى تلك الرعشة والقشعريرة وذاك التوتر المرير الذى كان صاحباً وملازماً لى خلال عملى فى مدينة الكبريت .
ربما هو خوف الصمت الذى يعقبه الخراب المحتوم , انتظار المجهول حين تبدو بين الجميع وكأنك لا تعلم شئ ولا تملك شئ ولا تصلح لشئ ويجب عليك اتباع التعليمات التى تلقى على مسامعك حتى وإن كان فيها هلاكك أو عذابك منتظراً ما سيأتى بعد التجاهل والصمت .. ذلك الذى يشبه ـ إلى حد كبير ـ صمت القبور .
لم أجد سوى الإذعان للتعليمات فسرت مع رجال الحراسة عبر ممر طويل جدرانه طُليت باللون الأبيض كممرات المستشفيات يوجد على جانيه مجموعة من الأبواب المغلقة مطلية أيضاً باللون الأبيض وكل باب يحمل رقماً يختلف عن غيره حتى وصلنا إلى نهاية الممر فتوقفت الحراسة وأنا معهم وأخرج أحدهم مفتاحاً وأخذ يعالج الباب فى حين قال آخر :
ـ ستجد بالداخل كل ما تحتاج إليه والهاتف داخلى يتصل بشخص واحد وهو القائم على الإشراف وقت الإتصال سوف يقوم المسئول عن وجبتى الإفطار والغذاء بالطرق على الباب ثلاث مرات قبل الدخول , الإفطار فى الساعة التاسعة والغذاء فى الثالثة والباب سيتم إغلاقه من الخارج ونرجو منك حسن التعاون معنا خلال فترة استضافتك حتى لا نضطر لإتخاذ إجراءات أكثر صرامة .. تفضل .
دلفت إلى الداخل فى شئ من التردد وأنا أتطلع إلى محتويات المكان , لم تترك لى الحراسة أى فرصة لأبدى رأى أو إعتراض على شئ فسرعان ما قام أحدهم بإغلاق الباب قائلاً :
ـ تصبح على خير يا سيد فضل .
تأملت المكان من حولى فوجدته عبارة عن غرفة كبيرة يتصل بأحد جوانبها حمام ومؤسسة تأسيس فندقى على أعلى مستوى , بالغرفة سرير عريض ومرتفع عن الأرض ذو مرتبة قطنية مريحة ووسادتين ومرتب ترتيب أنيق وبجواره منضدة صغيرة ( كومود) يعلوها هاتف ومن الناحية الأخرى دولاب صغير قمت بفتحه فوجدت داخله منامتين لونهما أبيض ومجموعة من الملابس الداخلية القطنية وبعض المناشف ( الفوط ) البيضاء بالإضافة إلى ثلاثة أحذية من القطيفة البيضاء , فى نهاية الغرفة كان هنالك بعض الكراسى ومنضدة صغيرة يشكلون فيما بينهم غرفة جلوس ( انتريه ) خلفها حائط به شرفة صغيرة ذات قضبان حديدية مغطاة بسلك حديدى أيضا وتسمح بدخول بعض الهواء والشمس ولكنها لا تسمح برؤية الشارع خلفها لأن الغرفة بالطابق العاشر فوق الأرض , وفى الركن الرابع مكتب صغير ومقعد من الجلد المريح ووضع على المكتب مجموعة من الأوراق والأقلام المختلفة الألوان , وبجواره ثلاجة صغيرة لم أجد بداخلها سوى بعض زجاجات المياه .
توجهت ناحية الهاتف ورفعت السماعة , كانت هنالك فوق المنضدة بجوار الهاتف لوحة صغيرة كتب عليها " رقم الإشراف صفر" .
ضغت على الرقم وانتظرت قليلاً استمع إلى نغمة ما مسجلة حتى رد على أحدهم قائلاً :
ـ فى خدمتك سيد فضل .
قلت فى شئ من العصبية :
ـ لو سمحت هناك أشياء تنقصنى وأريدكم أنا توفروها لى
رد بهدوء :
ـ هل نستطيع أن نعرف ما هى تلك الأشياء تحديدا ؟
أجبته :
ـ أنا لا أستطيع ارتداء الملابس القطنية لأن لدى حساسية منها , وأريد بعض الأدوية لأنى مريض , وأريد استعادة حقيبة اليد الخاصة بى والهاتف الجوال , وأريد جهاز تلفاز بالغرفة , ووجبة عشاء , وأريد معرفة اتجاه القبلة لآداء الصلاة .
أجابنى بنفس الهدوء :
ـ الدواء الخاص بك يا سيد فضل موجود بالدرج الموجود بالمنضدة الموضوع عليها الهاتف , والقبلة فى إتجاه النافذة الموجودة بالغرفة , والإفطار فى تمام الساعة التاسعة صباحاً والطلبات الأخرى سيتم الإبلاغ بها وسنخبرك بالرد فور معرفتنا , شكراً لأدبك سيد فضل .
أغلق السماعة وتركنى وأنا أكاد أشتعل من الغضب إلا أننى تمالكت نفسى حال استيعابى للموقف فالغضب لن يحل أى شئ , أنا موجود فى هذا المكان بإرادتى ودون إخبار أى شخص بمكان وجودى والهاتف بحوزتهم ولا توجد وسيلة للتواصل مع أى إنسان سوى ذلك الهاتف اللعين الذى يطلب رقماً واحداً وهو رقم الإدارة .
تذكرت سبب وجودى فى هذا المكان فنظرت إلى الأوراق والأقلام على المكتب وسرحت قليلا فى الأمر :
ترى لماذا يريدون منى كتابة كل ما أعرفه عن مدينة القصدير وعن فترة عملى بها ومن الممكن أن أحكى لهم بصوتى كل شئ ويقومون بتسجيل الحديث بالصوت والصورة دون الحاجة لعناء الكتابة ؟
هل هو نوع جديد من التعذيب أو طريقة جديدة لكشف الكذب ؟! وما الذى سأستفيده أنا من الكذب ؟!
كل ما أريده هو الخروج من هنا ونسيان الموضوع بالكامل لا فرق بين كتابة مذكرات أو تسجيل بالصوت أو الصورة , المهم هو تنفيذ المطلوب والخروج من هذا السجن الإرادى .
حدثت نفسى قائلاً لها بدون صوت :
ـ, آه .. بمجرد مرور نصف الساعة على وجودى بهذا المكان واعتقدت أنه سجن فما بالك يا فضل بالمحكوم عليهم بالإعدام وبالسجن المؤبد , أوليس أنت يا فضل من وافق على الحضور منعاً لحدوث أى مشكلات , يبدو أنهم لن يتركوك تمضى بسهولة قبل أن يتأكدوا من معرفة كل ما لديك بل لو استطاعوا أن يدخلوا إلى دماغك اللعين لفعلوا قبل أن يتركوك .
تنهدت قائلا :
ـ لله الأمر من قبل ومن بعد
ثم توجهت إلى دورة المياه وتوضأت ثم صليت وتناولت الدواء الذى وجدته فى مكانه كما قال المشرف فى الهاتف مما جعلنى أتسائل عن كيفية معرفتهم بمرضى لكنى لم أفكر كثيراً فى الأمر فقد كنت فى غاية الإرهاق الأمر الذى جعلنى أتمدد على السرير بملابسى وأغط فى النوم .

*********

Tuesday, April 14, 2015

صحيح البخارى

 حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِىُّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِىُّ قَالَ أَخْبَرَنِى مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِىُّ أَنَّهُ سَمِعَ عَلْقَمَةَ بْنَ وَقَّاصٍ اللَّيْثِىَّ يَقُولُ سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ - رضى الله عنه - عَلَى الْمِنْبَرِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم  يَقُولُ « إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى ، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ » . أطرافه 54 ، 2529 ، 3898 ، 5070 ، 6689 ، 6953 تحفة 10612 - 2/1